جديد انفجار المرفأ: لجنة “عوائل الشهداء” تتابع الملف.. والمسؤولون في غيبوبة!
والد "ليليان شعيتو" لـ"أحوال": ابنتي في طور التقدّم لتستعيد وعيها كاملًا وقد بثّت في قلوبنا أملًا جديدًا مع بداية هذا العام
استفاقت المواطنة “ليليان شعيتو” في اليوم الأوّل من السنة الجديدة، بعد مكوثٍ سريريّ دام قرابة خمسة أشهر، رقدت خلالها ابنة الـ26 عامًا في مستشفى الجامعة الأميركية بهدوء حذر، كانت عائلتها تترقّب خلاله حسم وضعها الصحّي.
عامٌ جديد تفتتحه ليليان بـ”شبه معجزة”، بعد أن أكّد الأطباء حالتها “الحرجة” سابقًا، حين أخبروا أسرتها باحتماليّة وفاتها بعد مرور ثلاثة أيّام على الحادث، إلا أن “وضعها الصحّي تحسّن شيئًا فشيئًا، إذ استطاعت فتح عينيها بـ”شكل مائل” بعد مرور 25 يومًا على الحادث، ثم رُكزت استقامتهما مع مرور الوقت، إلى حين تمكّنت ليليان من تحريك يديها وعينيها، والبدء باستعادة وعيها تدريجيًّا، لتصبح الآن قادرة على تفسير ما تسمعه والتفاعل معه”، وفق ما قال والدها “نبيه شعيتو” لـ”أحوال”.
حالتها الصحيّة
والدها الذي لم يستطع أن يخفي دموعه، تابع كلامه متأثرًا، فقال: “أخيرًا تواصلتُ مع ابنتي بعد أشهر صعبة، حدّثتُها ودلّعتُها تمامًا كما كنتُ أفعل في طفولتها؛ لقد شاهدتُ يديها تتحرّكان حين طلبتُ منها ذلك، فأنا لم أرَ منها سواهما لأنّني لم أقوَ على رؤيتها ضعيفة إلى هذا الحد”، لافتًا في حديثه لموقعنا إلى أنها وصلت إلى “الوعي الأدنى” بحسب تعبير الأطباء، وهي الآن في طور التقدّم لتستعيد وعيها كاملًا إذا استمرّ وضعها في التحسّن، “علمًا أنّ حالتها معقّدة بعض الشيء لأنّها أُصيبت في رأسها يوم انفجار المرفأ، ما أدّى إلى حدوث كسور في جمجتها، حيث لا تزال إحدى قطع الجمجمة في برّاد المستشفى، بينما تم ترميم قطعًا أخرى حينها”.
وختم شعيتو حديثه لـ”أحوال” متمنيًا أن تستعيد ابنته وعيها كاملًا، لأن عائلتها اشتاقت إليها وكذلك ابنها الرضيع وجميع أفراد أسرتها، مضيفًا: “لقد بثّت ليليان في قلوبنا أملًا جديدًا مع بداية هذا العام، وأتمنّى أن يكتمل باستعادتها وجميع جرحى انفجار المرفأ صحّتهم، إلى جانب تحصيل عوائل الشهداء حقوقهم، فأنا متضامن مع لجنة عوائل الشهداء ومع جميع الجرحى، على أمل أن نصل معًا إلى تحقيق العدالة في حق من حرق قلوبنا بهذا الشكل”.
لجنة “عوائل الشهداء” تحصل على علم وخبر
من جهة أخرى، الناطق باسم لجنة “عوائل شهداء انفجار المرفأ”، إبراهيم حطيط، عبّر في حديث لـ”أحوال” عن امتعاضهم كأهالي من العراقيل التي وضعها بعض أصحاب المصالح والنفوذ أمام محاولاتهم لتأسيس جمعيّتهم في الفترة السابقة، إذ وخلال عملهم على تحصيل “العلم والخبر”، حاول أحد الجنرالات في الجيش اللبناني -وهو محسوب على أحد التيارات السياسيّة- أن يفرّق شمل اللجنة، وذلك من خلال الحديث مع أعضائها كلّ على حدى، “لكننا كنّا بالوعي الكافي الذي يحمينا من الشرذمة”، بحسب تعبير حطيط.
من هنا، لفت الناطق باسم لجنة “عوائل شهداء انفجار المرفأ” إلى أن الجمعيّة تتألّف من 11 عضوًا من جميع الطوائف اللبنانيّة، مضيفًا أنهم تمكنوا، رغم كل العراقيل، من الحصول على رقم تأسيس 21543/ودب2020 في 29 كانون الأوّل، وهم الآن بانتظار مرور الوقت الروتيني للحصول على العلم والخبر، علمًا أن هذا التطور حصل بعد سلسلة زيارات قامت بها اللجنة للمعنيين، أبرزها زيارة إلى محافظ بيروت القاضي مروان عبّود، الذي رافقهم في زيارة إلى وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال، محمد فهمي، ليمنحهم الأخير الموافقة ورقم التأسيس، ليصبح بذلك عمل اللجنة رسميًّا.
أما الهدف من تأسيس الجمعيّة فهو، وفقًا لـ”حطيط”، متابعة التحقيقات وأوضاع عوائل الشهداء، وعدم السماح بـ”تسييس” القضاء، مشددًا على أنهم لن يقبلوا بأي حصانة سياسيّة أو طائفيّة لأيٍّ كان، مهما علا نفوذه، مع رفض تنحّي القاضي فادي صوان لأسباب تتعلّق باستدعائه الوزيرين غازي زعيتر وعلي حسن خليل، أو حتى وقوف عوائل الشهداء أمام “الأونروا” لأخذ المساعدات، مع الإشارة إلى أن القاضي صوان كان قد استدعى الوزيرين زعيتر وخليل، إلا أنهما لم يحضرا الجلسة، متذرّعين بحضانتهما النيابيّة، ومتّهمين صوان بالتحيّز و”الاستنسابيّة”.
وفي السياق، تابع حطيط: “القاضي صوان وعدنا باستدعاء الجميع دون تمييز، ونحن ندعمه شرط وفائه بوعده لنا”، معتبرًا أن تنحي صوان يعني إخافة أي قاضٍ قادم على استلام القضيّة كي لا يكرّر استدعاء رؤوس كبيرة، “وهذا ما لن نقبل به على الإطلاق”، وفقًا لـ”حطيط”.
وفي ما يتعلق بالخطوات القادمة، أعلن حطيط أنّ اللجنة قد تلجأ إلى المجتمع الدولي “رغم تجربته الفاشلة في قضيّة مشابهة”، لكنّ هذه الخطوة ستكون بمثابة “محاولة لتحصيل حقوقنا، فيما لو خذلنا القضاء اللبناني”، مشيرًا إلى أن اللجنة ستجتمع في الأيّام القادمة بنقيب المحامين ملحم خلف لوضعه عند آخر التطوّرات، خصوصًا أن خلف وفريق معه، بالإضافة إلى المفكّرة القانونيّة، يدعمونهم باستمرار.
وختم الناطق باسم أهالي شهداء المرفأ حديثه لـ”أحوال” بالقول: “سنثبّت تاريخ اليوم الرابع من كل شهر، لننظّم فيه تحرّكًا نضع خلاله الرأي العام في أجواء متابعة قضيّتنا، حيث سنعقد في الرابع من الشهر الجاري مؤتمرًا صحفيًا نضع خلاله وسائل الإعلام في آخر تطوّرات خطواتنا، بعد تحقيقنا لمطلب مساواة شهداء انفجار المرفأ بشهداء الجيش”.
تيمة حطيط